المرض في القرآن

الإشارة الأخيرة التي ذكرت فيها: أجسادنا مصممة لكي لا نمرض. لاقت استنكار أو صمت المتعجب ولا عجب. فكلنا نعاني الأمراض ومن صغرنا ونحن نمرض ولا أكاد أجد شخص واحد سلم من المرض. فأصبح هذا الاعتقاد متغلل في عقولنا. لكن المشكلة العويصة هي أن نربط لزوم إصابتنا بالمرض بالقرآن الكريم. وبالنظر للخلفية الدينية التي تربينا عليها نجد أنّا تبرمجنا على أن المرض حتمي وأنه ابتلاء من الله وأن الإنسان ناقص وأن الإنسان ضعيف… وغيرها من الأفكار الخادعة

 وقبل أن أتناول الجانب القرآني سأعرّف ما هو المرض وما هي الصحة وفق المنظومة التي أعمل عليها

المرض هو خروج عن النظام الكوني

الصحة هي اتساق مع النظام الكوني

وأتوقع بحلول الآن وقد وصلت لهذا المقال أنك أدركت أن الصحة مفهوم أوسع من الجسد

 الكون بأكمله قائم على نسق مثالي. الليل، النهار، حركة الشمس ، حركة القمر، الفصول الأربعة، النجوم، الكواكب، المجرات…… كلها تسير في نظام دقيق ومحسوب، ومثالي تمامًا، وجسد الإنسان ضمن هذا النظام. كل عضو وكل جهاز وكل خلية داخلنا مصممة بكفاءة عالية للعمل على مدار الساعة ضمن نسق ثابت. إذا اختل هذا النسق فالمشكلة ليست في ( النسق ) بل في تصرفات وتدخلات اخلت بهذا النسق

أجسادنا مصممة بطريقة فائقة الذكاء ولا تختلف عن الذكاء الموجود في التصميم الكوني الذي لا يخطئ. حيث الكل سائر ضمن قوانين هذا  النظام. من يخالف هذه القوانين بالضرورة سيختل! وهو ما نفعله اليوم. ما يصيبنا إنما هو خلل (مؤقت) بسبب مخالفتنا للنسق. وأقول مؤقت لأنه من الممكن أن يعود الواحد منا للتوازن إذا عاد للنسق

لأقرب الصورة سأضرب هذا المثال: من يقطع الإشارة المرورية أي “يخالف قانون “ المرور فإنه سيعاقب بالغرامة. الأمر بالمثل، من يخالف قانون الصحة، سيعاقب بالمرض. من يخالف قانون الثراء، سيعاقب بالفقر، من يخالف قانون السلام، سيعاقب بالقلق…. وهكذا كل شيء قائم على قانون

وهنا أريد أن أفرق بين الحوادث وبين الأمراض. الحوادث ما يحصل مثلاً لشخص يسير في الشارع ثم يسقط ويجرح رأسه، أو عنكبوت أسود يلدغ إنسان فيتسمم ويموت. أما أن يمرض الأنسان أي أن: تفشل أعضائه، أو تنهار، أو تقل كفائته فهذا غير طبيعي إطلاقًا. بل هناك أمر غير طبيعي قد حصل فأدى لهذه النتيجة

الآن، لنحاول أن نفك الاعتقاد الذي يجعل من المرض أمرًا طبيعيًا متحججًا بالقرآن الكريم

راجعت جميع الآيات التي ذكرت المرض في التنزيل الحكيم ووجدتها تنقسم لقسمين : آيات الأحكام والآيات الخبرية. ووجدت أن جميع الآيات الخبرية بلا استثناء ذكرت مرض القلب. أي ذكرت المرض مقرونًا بالقلب ” الذين في قلوبهم مرض ” ولايوجد أي إشارة أو أي آية قرنت المرض بالجسد

أما آيات الأحكام (وهي أربع آيات) فقد ذكرت المرض مفردًا. ونعم الأمراض الجسدية موجودة  لكنها هي أيضًا تسير ضمن قانون، ولا تقع إلا على من يخالف النسق المثالي.

. أنت المسئول الوحيد عن مرضك، الله ليس مسئول عنه ” ما أصابك من سيئة فمن نفسك ” إنما أمامه ستحاسب وتسأل

أختم بهذا التساؤل ، ابراهيم عليه السلام حين قال : ” وإذا مرضت فهو يشفين ” إلى أي مرض كان يشير يا ترى؟ مرض القلب أم مرض البدن؟ أترك الجواب ” لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد “

1 فكرة عن “المرض في القرآن”

  1. شكرا للمقالة،
    باعتقادي انه من الأفضل التامل ببعض معاني المصطلحات القرانية قبل الانتهاء الى خلاصات مثل التي ذكرت في المقالة.
    اعتقد في كتاب الله المصطلحات مثل:
    – المرض
    – الاذى
    – الضر
    وغيرها لا تعني الشيء نفسه.
    مثال سريع، من كان منكم مريضا “او” به اذى. هذا يدل على ان المرض غير الاذى.
    وعندما أصيب أيوب بالضر، أمره الله ان يغتسل بماء بارد. وهل يشفي الماء البارد من الاذى او المرض؟ هذا دليل آخر.
    كتاب الله يكشف لنا ان الانسان يصاب من داخله ومن خارجه. لا اعتقد ان اجسادنا مصممة كي لا تمرض، بل هي مصممة للهلاك. ولكن كما ذكرت في مقالتك فمن يأخذ بأسباب الصحة “كتاب الصحة” تقل نسبة خطورة الإصابات.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *