كل الإجابات كامنة داخلك.
وأقول كامنة لأنك تحتاج أن تحفر لتصل إليها. هدفك من الحياة، ماذا ترغب به، ماذا تحب، ماذا تريد أن تصبح في هذه الحياة، لماذا اتيت لهذه الحياة؟ كلها محفوظة سلفًا داخلك. والله لم يتركنا للحظة، إنه يرسل لك الإشارات وأنت المسئول عن الانتباه لها وتلقيها. وكلما انتبهت للإشارة كلما توالت وتوالت حتى تقف أمام الحقيقة التي لا يدحضها الشك.
سيخدعك عقلك عند بدء الإشارات الصغيرة لكي لا تصدقها، ” هذه مجرد صدفة، هذا لا يعني شيئًا، لا علاقة للأمر بشيء ” انتبه! عدوك الحميم هو داخلك كذلك. إما تنتصر أو ينتصر هو. وإذا انتصرت فإنه سيكون طوع يديك.
العدو ليس خارجنا، والبيئة التي نحن فيها الآن في هذه اللحظة هي نتاج خيارات متراكمة اخترناها في الحياة مرة بعد مرة. لا تلم أحدًا. ولا ظرفًا ولا مرضًا، أنت الفاعل وأنت المسئول وأنت الذي تملك تغيير كل هذا، ربما بين ليلة وضحاها وربما في عشر سنين! لا أعلم، أنت تعلم، كلما سلمت واستسلمت كلما اقتربت.
الحياة رائعة وأبسط مما نتخيل ” إنما الحياة الدنيا لعب ” قرر الآن في هذه اللحظة أنك اكتفيت من العيش بالطريقة الصعبة وأنك ستعيش الحياة سهلة لينة. قرر واحفظ هذا القرار في داخلك الطاهر، الصافي. وسيجعل الله لك الأسباب ” الذين صدقوا ”
ثم خض الحرب وجاهد في سبيل الله – الذي هو سبيلك إليك – . ليست هذه الحرب ضد مشرك أو ضد كافر أو ضد أي إنسان آخر. إنها ضدك أنت، ضد عقلك الذي سُلب منك وتم تخريبه والعبث به. لكن الصلة والبلوغ مؤكد لمن صدق وجاهد ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ”
واستعد لاختبارات الله وامتحاناته، ” حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ” لن تبلغها بسهولة، لكن حين تبلغلها ستضع قدميك على أرض لينة سهلة.
وأينما كنت الآن فإن ما أنت فيه يحضّرك لشيء أعظم، إنك تمتحن وتمحص، لكنك في معية الله. يستحق أن يسلك الطريق لله من أثبتوا أنهم أهلاً لهذه الصلة، وأنهم صادقين في هذا السؤال. إننا جميعًا أهلاً لله، لكن أصدق.
في الطريق سترى الله، ستشهد عليه حيًا كبيرًا ساكنًا في كل نَفَس. خلق الأرض برحمته ونوره. والنور والظلام لا يجتمعان. الله المزيف في عقولنا ظلام. الله الحق لا يخبأ، لا يبتعد كثيرًا. ملأ كل خلية في جسدك برحمته ونوره. الله ليس في السماء فقط، الله في قلوبنا، الله في أسماعنا، الله في أقوالنا.
لا مفر منه مهما أنكرته. كيف تنكر جزء منك؟ ساكن فيك؟
الله أكبر من الكتب، الله أكبر من المعابد، في المعبد حُد الله، الله لا يحد، الله واسع في الكون كله.
إن السعيد، الشاعر بالبهجة في كل خلية من بدنه، المستيقظ كل صباح شاكرًا هذا اليوم هو ذاك المتصل بالله. وهما خياران لا ثالث لهما، إما صلة بالله وإما انفصال عن الله.
وعد الشيطان قائم ” ولأغوينهم أجمعين“ ” ثم لا تجد أكثرهم شاكرين ”. وقلة هم الذين نجوا! نجوا بجهادهم وبصدقهم.
كمن الشيطان في الوهم، والله في الحقيقة.
مقال رائع خرج من نفس صادقة أصدقت القول أحسنتي..
رائع يا أماني .. I needed this
رائعة 💜