وصلت إلى بالي مطلع الشهر السادس من 2017 ، أتى بي هنا رحلتي عن البحث عن نفسي وعن اللـه الكامن داخلي. تلك الرحلة التي بدأت من اليوم الذي كنت أسعى فيه خلف صحتي المطلقة التي أدركتها في نظام الأكل الحي Raw Food
كنت أسعى في بالي خلف جوز الهند الطازج والشمس الساطعة والحركة الحرة. ومنذ اللحظة التي خرجت فيها من مطار نغوراه راي ورأيت شوارع بالي أدركت أنني في الجنة لا محالة!
كنت قد سافرت قبلها لاسطنبول – التي أعشقها كثيرًا- ، باريس، روما، انترلاكن، لكن لا شيء يماثل الجنة – التي يعرفها داخلي سلفًا – كبالي، كل شيء مثالي: الطقس الدافيء، السماء الصافية، الأرض المخضرة، الفراشات الملونة، العصافير المغنية، الشواطيء الرملية، الأمواج العالية، التماثيل المنحوتة، الحياة البسيطة، السكان المبتسمين، وأكشاك الفواكه التي تجدها في كل مكان. الجنة! ولم أشعر للحظة أني غريبة عن هذا المكان بل كأنما أعرف الكل والكل يعرفني.
لم أكن أعرف لماذا اخترت بالي بالتحديد من أجل هذه الرحلة، لكني أبصر كل يوم هنا معجزة أدرك من خلالها أن الأمر يفوق التدبير البشري وإنما هو الـله يهيئ لك الدرب ويضع لك الإشارة وكلما كنت منفتحًا أكثر للطريق كلما أبصرت الإشارة.
لم أكن أدرك الإشارات سلفًا بسهولة؛ والحق أقول: لم أكن أحب اللـه وأشكره كما أصبحت أفعل بعد أن التزمت بنظام الأكل الحي. عبر هذا النظام بدأت صلتي الروحية باللـه تتعمق وتتجذّر، وأصبحت أساس حبّ وامتنان لا يتوقف. وزادت محبتي للكون وللأرض وللمخلوقات كلها، وأصبحت أتعاطف أكثر مع جميع البشر والحيوانات وكل ما يجري على كوكبنا الأرض.
وأنا أدرك اليوم تمامًا إن الطريق إلى اللـه يبدأ من وعيك بجسدك – حاملك وأمانتك – وكلما كان جسدك قويًا وأصيلًا كلما قربّك أكثر للحقيقة. وأن الحقيقة سلفًا كامنة وساكنة داخل كل واحد منّا، إنما نحتاج فقط لنفث الغبار عنّا.
فعلا بالي قطعه من الجنه