أول مرة قرأت عن فكرة أن الجراثيم ليست المسؤلة عن إصابتنا بالانفلونزا أو بالأمراض المعدية كانت من رائد طليمات في كتابه الجميل: الغذاء دواء. شعرت حينها أن هذه الفكرة صادقة وهي ما تتفق مع الواقع المشاهد من حولنا. نعم الأغلب يصاب بالزكام في الموسم لكن ليس الجميع فلماذا لم يصب الجميع إذا كانت الجراثيم محلقة في الجو من فوقنا وتستطيع أن تدخل أجسادنا بسهولة
إن المسبب الأول والوحيد للأمراض هو مدى حيوية دمك. وأقصد بالحيوية هو انتعاشه بالأوكسيجن. كلما كان الدم حي مليء بسبب الحياة: الأوكسجين كان من الصعب على الجراثيم أن تبقى داخله؛ نعم ستدخل لكن قوة بدنك ستطردهم بسلام. إن لم يكن دمك يتمتع بهذا القدر من الأوكسجين فسيكون في حالة من الاختناق؛ الحالة التي يصبح عندها لزج مخاطي ثقيل الجريان والحركة. تخيل وسطًا مخاطيًا حطت عليه بعوضة؟ نعم ستلتصق به. تخيل نهرًا جاريًا حطت عليه مئة بعوضة؟ بالتأكيد؛ لا يمكن أن تحط. سيدفعها النهر بجريانه وقوته
إن الدم المليء بالأوكسيجن دم يجري ويتدفق ويدور في دورته الطبيعية. إما الآخر المصاب بالمخاط فهو الذي يصعب عليه التحرك. والخطورة تكمن في أن الواحد منا إذا لم يبدأ باتخاذ خطوات جادة لتنظيف دمه وإعادته لطبيعيته فسينتهي به المطاف بما نسميه: التجلطات أو الأورام أو السرطان
التجلط هو الدم حين يحاول أن يمشي لكن الوسط لزج جدًا عليه حتى يصل عند منطقة مسدودة تمامًا فتحدث الجلطة
إن الموضوع بهذه البساطة: الدم الجاري دم صحي. الدم اللزج دم المرض
في عام ١٩٨٢ قام العالم ماكس بيتنكوفر بواجهة إدعاء روبرت كوخ أنه اكتشف الميكروب المسبب لمرض الكوليرا. حيث ابتلع بيتنكوفر عينة مخبرية أخذت من حالة مرضية بالغة الخطورة بوضعها في كوب ماء وشربها أمام مجموعة من الأطباء. لم يمت بيتنكوفر! فقط واجه إسهالاً بسيطًا وهو ما فعله جسده كرد فعل سريع ومباشر لطرد هذا الجرثومة
قرأت قبل يومين في كتاب التشافي الذاتي للويس بروتو أن لويس باستير – صاحبة نظرية العدوى بالجراثيم – قبل موته أخبر من حوله أن نظريته لم تكن صحيحة: ” لقد كاند برناند محقًا فالجراثيم لا تعني شيئًا. البيئة الداخلية هي كل شيء ” وكلاود برنارد هو العالم الفيزيائي الفرنسي – أيضًا – الذي خالف باستير وأخبره أن الجسم يمرض إذا كان مستعدًا لاستقبال الجراثيم، أما الجراثيم في حد ذاتها فإنها لن تسبب المرض إذا كان الجسم صحيًا من الداخل
لا شيء أقرب للحقيقة من ذلك. كن من المسئولية والشجاعة أن تختار ما يدخل بدنك من غذاء وشاهد كيف ستتحول صحتك