عمل الشكر

كلنا نعرف عن الشكر “كقول”، لكن هل مفهوم “ الشكر كعمل “ معلوم لديك؟

كلاهما الشكر قولاً والشكر عملاً لا غنى عنهما. وجمعهما الاثنان في حياتك الروتينية سيفتح لك أبوابًا لا حصر لها. “لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ“ إذا رغبت بالمزيد اعمل شيئًا!

شكر العمل هو أن تأتي سلوكًا، تصرفًا، أن تتحرك!

لنأخد مثالًا، جسدك، ربما أنك اليوم في حالة صحية مزرية، ربما الأمراض لا تغادرك، ربما الضعف ينهكك دومًا. وربما ستفكر “ على ايش أشكر! “ كلنا بشر، كلنا فكرنا بهذه الطريقة! لا تخف من ذلك ولا بأس من هذه الأفكار المهم أن نكون واعيين بها لنتخلص منها.

 ما زال هنا ما يجب أن تشكر الله عليه ألا وهو “ جسدك”. بغض النظر عن الحالة التي هو فيها اليوم، لكنك محظوظ بأنك تمتلك جسدًا من الأساس! أما الحالة المرضية التي هو فيها فأنت المسئول عنها، يعني: أنت المسبب لها. جسدك المهدى إليك من الله ابتداءً، مثالي وكامل وفي حالة أصيلة. والحمدلله أننا نستطيع أن نعيده لهذه الحالة من جديد!

شكر الفعل في مثل هذه الحالة يتمثل في التحرك لتحسين هذا البدن: المشي، الأكل الطبيعي، الضحك، الرياضة….. انتبه، ربما بحلول الآن بدأ عقلك بمحاولاته التثبيطية! ” لكن فين أمشي مافي مكان مناسب” هذا عكس الشكر!

 انظر حوليك كيف أن الأغلب يفكر بهذه الطريقة، كيف أن الناس غارقون في التشكي والتذمر….. اممم …. عذرًا، لا داعي لأن تنظر حوليك؛ انظر في نفسك! لاحظ كم تشتكي وكم تتذمر وكم تنتقد.

شكر الفعل يبدأ بنفسك، ويمتد لمن حولك ويصل لمن لا تعرفه وحتى عدوك! لا تشترط أن يكون الآخر موافق لك أو مناسب لنظرتك أو من نفس عشيرتك لتحسن إليه. الخير غير مشروط. الخير لا يحد.

ولا تنتظر أن يحسن إليك ذات الشخص الذي أحسنت إليه، إنما عمل الخير دائرة تدور وتحيط بعامليها، فما قدمته لغريب سيأتي غريب آخر ويرده إليك. أطلق عملك واجعله حرًا خاليًا من توقعاتك ومن مفهوم “ رد الجميل “. لأنه سيرتد إليك عبر طريقه الإلهي.

اطرد من عقلك الأقوال السخيفة التي كبرنا عليها “ خير تعمل شر تلقى “، هذه الأفكار والمفاهيم المدمرةهي التي غيرت وجه الحياة علينا، وجعلت من أكثرنا بؤساء وتائهين.

الشكر هو الذي سيؤهلك للحصول على المزيد، لا أعلم طريقة أخرى!  ويبدأ بتقدير الذي بين يديك مهما قل قدره في نظرك. افتح عينيك على كل ما هو حولك وستتفاجئ كم أنت منعّم!

الشكر هو الطريق إلى الله، أما التذمر والتشكي هو طريق الشيطان وتحديه ” فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ “.

اقترح أن تحضر مذكرة صغيرة تخصصها للشكر، فتبدأ كل صباح بكتابة عشرة أمور تقدم الشكر عليها لهذا اليوم. مارس هذا العمل بلا انقطاع لشهر كامل ولا تكرر أحد الأمور فكل يوم اكتب قائمة جديدة؛ أمور صغيرة أو تافهة أو كبيرة، المهم لا تكرر. فتش هناك الكثير.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *