جسدنا بأكلمه عبارة عن خلايا؛ الجلد، العظم، العضلات، الشعر، الأنسجة…. في مجموع يفوق ٧٥ تريليون خلية. هذه الخلايا تعمل على مدار الساعة، و تفرز بقايا ومخلفات على مدار الساعة.
تخيل كمية المخلفات التي تطرحها كل هذه الخلايا الـ ٧٥ تريليون نتاج عملياتها، ماذا سيحصل لو لم يتخلص الجسم منها بشكل منتظم؟ لنضرب مثال بعامل النظافة الذي يمر بشاحنته كل صباح على كل حي في المدينة فيفرغ سلة النفايات من كل منطقة ويلقي بها في مكب النفايات خارج المدينة. ماذا لو غاب هذا العامل لاسبوع عن المدينة؟ هل تستطيع أن تتخيل العفن والفساد والروائح الكريهة التي ستحل في المدينة؟
هل تعرف من هو عامل النظافة في أجسادنا؟ إنه السائل اللمفاوي.
سائلين رئيسيين في الجسم هما الدم والسائل اللمفاوي. وعلى الرغم من أن كمية السائل اللمفاوي أكثر ثلاث مرات من كمية الدم، وله دور أساسي جدًا في صحتنا إلا أننا أغفلناه كثيرًا.
السائل اللمفاوي جزء من النظام اللمفاوي الكامل. فالنظام اللمفاوي يحتوي على السائل والغدد والعقد والأوعية. تتركز الغدد الرئيسية في ثلاث مناطق من الجسم: أسفل الفك وتحت الابط وأعلى الفخذين -مكان اتصال القدم بالجذع- أما العقد فهي منتشرة على طول الأوعية في الجسم.
تتجمع مخلفات عمليات الخلايا في العقد اللمفاوية، ويأتي هنا دور السائل اللمفاوي في التحرك والمرور على كل واحدة من هذه العقد وجمع المخلفات وطردها خارج الجسم. هل تستوعب كم على السائل اللمفاوي أن يكون نشيطًا ومتعافيًا ليطرد الكم الناتج من عمليات الخلايا؟
لكن كيف يكون نشيطًا؟ فلا يوجد في النظام اللمفاوي مضخة لدفع السائل اللمفاوي وتحركيه. فالقلب هو المضخة التي تحرك الدم وتجعله يجري باستمرار. أما الجهاز اللمفاوي فلا يحتوي على واحدة. لذلك لن يتحرك السائل اللمفاوي إلا إذا تحركت إنت! ولا يوجد طريقة أخرى!
الجري، المشي، الرياضة، التمدد، اليوقا، الرقص، القفز، صعود الدرج، ركوب الدراجة، وحتى المضغ الجيد. هذه هي الحركة التي ستحرك معها السائل اللمفاوي.
ليكن البيت نظيفًا يجب أن يكون السائل اللمفاوي نشيطًا. وليكن السائل اللمفاوي نشيطًا يجب أن تكون أنت نشيطًا.
لاحظ كيف أننا في نمط يومنا المعتاد لا ندفع السائل اللمفاوي للحركة، نجلس صباحًا على طاولة الفطور ثم نجلس على مقعد السيارة ثم نجلس في المكتب طيلة النهار ثم نجلس على طاولة الغداء ثم نجلس على مقعد السيارة عائدين للمنزل ثم نجلس أمام التلفاز ثم نجلس على طاولة العشاء!
بجوار الكسل فإن أكثر شيء يضر طبيعة السائل اللمفاوي ويحوله من جاري إلى لزج ومتعكر، هو اللحم والمنتجات الحيوانية والسكر المكرر. هل ندرك ماذا نفعل بأجسادنا حين نسرف في هذا النوع من الطعام وفوق ذلك لا نتحرك؟ إننا نصبح حرفيًا : مسددودين بالمخلفات والفضلات وفي حالة خطرة. أمراض مثل السرطان ليست إلا تعبير الجسد عن أن الدم في حالة اختناق وأن السائل اللمفاوي متعطل غير قادر على الجري والتصريف.
إذا أصابك المرض فحاول أن تتحرك بقدر ما تستطيع، لا تجلس أو تتمدد. بل افعل ما بوسعك لتحريك السائل اللمفاوي ومساعدته على اتمام دوره في تطهيرك. الذي عليك أن تتوقف عن عمله هو الأكل ! صم واجعل جسدك يشافي نفسه بنفسه.
والآن وقد تحرك السائل اللمفاوي وبدأ بطرح المخلفات ما هي منافذه وأين سيطرح السموم؟ يطرحها عبر المنافذ التالية:
١- القولون: ثلث طرحه يضعه في القولون. كما نقول دائمًا: الصحة تبدأ من القولون!
٢- العرق: القاعدة : امشي، اجري، اسبح، ارقص… المهم أن تتعرق! وبالحديث عن التعرق فيجب أن يكون مزيل رائحة التعرق الذي تستخدمه طبيعيًا. حتى لا يسمم الغدة ولا يسدها.
هل فكرت يومًا لماذا لدينا شعر كثيف بين الساقين وأسفل الابطين؟ الآن وقد فهمت أن الغدد اللمفاوية تتركز هناك. إنها تطرح الفضلات في هذا الشعر. لذلك نقوم بقصه كل فترة وأخرى، لتجديده وتجديد عمله.
٣- التنفس السريع والتنفس العميق: التنفس السريع هو ما يحصل حيث نرفع الأوزان الثقيلة أو نمارس الرياضة أو الجري.
٤- الجلد: عبر المسام المنتشرة في كامل الجسد. لذلك يجب أن يكون الجلد نظيفًا ومتنفسًا دائمًا. وهنا يأتي دور الفرشاة الجافة.
من هنا، لن يفيد إذا كنا نأكل أكثر الطعام تغذية على وجه الأرض دون أن نمارس الرياضة.