البروبياتك هي الكائنات الحية البكتيرية الرائعة الموجودة داخل أمعائنا منذ ولادتنا. هذه المخلوقات العظيمة التي يقدر عددها داخلنا عشر مرات أكثر من الخلايا! تلعب دور رئيسي في صحتنا النفسية والبدنية. نستطيع أن نستوعب ذلك حين نعلم أنها تتمركز في الأمعاء؛ وحيث أن ٨٠٪ من نظامنا المناعي يكمن في أمعائنا؛ فهي التي تقوم بالدفاع عنا ضد الفطريات والطفيليات والبكتيريا الأخرى الضارة. كما أنها تنتج ٨٠٪ من السيروتونين، وهو الذي له دور في ضبط ضغط الدم ورفع مناعتنا، وهو ما نسميه أيضًا بـ “هرمون السعادة”. كلما كانت هذه الكائنات قليلة داخلك كما كان مزاجك عكرًا وضيقًا. كما لها دور أساسي في الهضم والامتصاص وإفراز فيتامينات بي وفيتامين كي. إذا لم يوجد بداخلنا ما يكفي من البروبياتك فلا شك أننا سنواجه أمراض عدة مثل اضطرابات في الهضم وأمراض القولون، ومشاكل جلدية، وأمراض نقص المناعة الذاتية، والانفلونزا المتكررة، وزيادة الوزن؛ حيث أنه كما ذكرنا تقوم هذه البكتيريا بامتصاص المغذيات من الطعام، فإذا لم يوجد بداخلنا ما يكفي منهم لامتصاص المغذيات فنشعر دومًا بالجوع وعدم الشبع؛ فرغبة بمزيد من الطعام
بدونها لا يمكن أن يستمتع الواحد منا بصحة مثالية، بل هي العمود الثاني مع الانزيمات؛ سواءًا بسواء. فإذا كنت تسعى لصحتك المثالية يحب ألا تستهين بهذه الكائنات وبما ستقرأه عنها هنا
يجب أن تكون البكتيريا النافعة بداخلنا ٨٥٪ حتى تتغلب على الـ٢٥٪ من البكتيريا الضارة الموجودة حولنا أو داخلنا. لكن بالنظر لنمط حياتنا وغذائنا فقد عكسنا هذه النسبة، فصارت مناعتنا ضعيفة ومعاناتنا طويلة. القليل من البروبياتك يعني الكثير من الفطريات والديدان والجراثيم والبكتيريا الضارة. والذي علينا فعله هو إعادة خلق هذه الكائنات الرائعة داخلنا ثم تغذيتها بما يزيد من ازدهارها
ولنقوم بذلك يجب أن نعرف أولاً ما الذي سبب موتهم حتى نتوقف عنه وما الذي يعيد خلقها حتى نزيد منه. فلن يجدي نفعًا أن نتناول البروبياتك في الصباح ثم نأكل الدونات في المساء. فهذه ستغذي الديدان والطفيليات ولن تجعل من فرصة للبروبياتك للنمو. الخطوة الذكية هي التوقف أولاً عما سبب المشكلة إبتداءًا ثم تزيين المكان.
أكثر ما أضر البروبياتك هو
١- الضغط النفسي. لأنها كائنات حية تشعر وتعي، وما نشعر نحن به من حزن يؤثر عليها، وما نشعر به من فرح وبهجة يؤثر عليها أيضًا
٢- المضادات الحيوية. لأن المضادات تقتل جميع البكتيريا؛ سواء النافعة أو الضارة
٣- الأطعمة المعدلة وراثيًا. لذلك فإن معاملة أجسادنا بالأطعمة والخضروات العضوية ليس رفاهية أو أمرًا ثانويًا
٤- السكر المكرر. فبينما يقتل البروبياتك فإنه الغذاء المفضل للآخرين: الديدان، الفطريات، الفيروسات، والخلايا السرطانية
، ٥- الماء المحتوي على الكلورايد. والكلورايد هي المادة السامة الموجودة في أغلب مياه الشرب في الأسواق اليوم. أقرأ المكونات في علبة الماء التي بجوارك غالب الأمر أنك ستقرأ الكلورايد.
Grains٦- الحبوب
وتشمل الأرز والقمح الشعير. الحقيقة المرة هي أن الحبوب هي العدو الأول لصحة أمعائنا. بل وتأتي في القائمة قبل اللحوم
يأتي الآن دور إعادة بناء البروبياتك داخلنا. وهناك الكثير الكثير من الخيارات لتحقيق ذلك، منها
١- مشروب البروبياتك المخمّرفي المنزل. والمشروب من أفضل صور البروبياتك كونه سريع الامتصاص بالتالي الاستفادة المباشرة منه. وسأقوم بمشاركتكم طريقة تحضيره قريبًا
٢- المخللات المصنوعة في المنزل. مخللات السوق لا فائدة منها حيث تحتوي على الكثير من الملح والخل الصناعي
٣- التامبي وهو من الثقافة الشرق آسيوية، ويعتمد على تخمير البقول. يمكن تحضيره في المنزل وسأشارككم طريقته قريبًا أيضًا
٤- الميزو وهو مخمر الصويا أو الأرز من الثقافة اليابانية. يمكن شرائه جاهزًا من محلات مثل أبازير في السعودية
٥- الصمغ العربي، بشرائه جاهزًا ثم إضافة ملعقة أو املعقتين لكوب ماء
٦- عمل زبادي جوز الهند أو الكاجو المحضر في المنزل بعد تخميره باستخدام كبسولة بروبياتك الوصفة موجودة على حساب انستقرام
لا أنصح بتناول الزبادي التجاري حيث أن يحتوي على المحليات والمواد الحافظة والهرمونات ، هذه التي هي في الأساس تقتل البروبياتك-
٧- خل التفاح العضوي الخام. بتناوله صباحًا على معدة فارغة مع كوب من الماء وإضافته للسلطات. ويجب أن يكون خامًا لم يتعرض لأي نوع من المعالجة تودي بحياة البروبياتك
٨- الكبسولات. وهي آخر خيار أنصح به حيث أن الحيوية والنشاط في المخمرات الحية التي نعدها بأنفسنا أكثر ضمانًا وتنوعًا من الكبسولات اتي لا نعلم كيف ُخزنت وعلى أي درجة حرارة تعرضت خلال الشحن. فالبروبياتك كائنات حساسة جدًا للحرارة ومن الممكن أن تفقد حيويتها
لذلك إذا رغبت بشراء الكبسولات أو البودرة احرص على اختيار شركة مضمونة وعالية الجودة. من الشركات التي أنصح بها
Swansan & Garden of Life
كما أرجو مراعاة الأمور التالية حين اختيار الكبسولات
١- أن تحتوي على ١٥ مليون – ١٠٠ مليون وحدة
٢- أن تتنوع السلالات البكتيريا. ومن الجيد توفر تشكيلة من السلالات التالية
- ifidobacterium bifidum
- ifidobacterium longum
- Bifidobacterium breve
- Bifidobacterium infantis
- Lactobacillus casei
- Lactobacillus acidophilus
- Lactobacillus bulgaricus
- Lactobacillus brevis
- Lactobacillus rhamnosus
- Bacillus subtilis
- Bacillus coagulans
- Saccharomyces boulardii
أتمنى لكم جيشًا حيًا منيعًا ليحميكم دومًا