كيف أصبحت لا أمرض إطلاقًا؟

قبل عشر سنين حين بدأتُ رحلة البحث عن الصحة المطلقة، لم أكن أعاني وقتها من مرض مزمن أو خطير، إنما ما يعاني منه معظمنا: صداع دائم، قولون عصبي، إمساك، خمول، كسل، نسيان …
وكنت كلما رأيت شخص تجاوز الأربعين أو الخمسين وبالكاد يمشي كنت أقول: لا أريد أن أصبح هكذا حين أبلغ هذا العمر!كانت هذه النية والرغبة حقيقية ومن أعماقي فبدأت أجرب العديد من الأنظمة وامتنع عن الكثير من الأطعمة المجتمعية السائدة.
كان أؤل ما قطعته جذريًا هو: السكر. ومع البحث علمت أن اللحم هو مسب رئيسي لأمراض القولون والجهاز الهضمي عمومًا، فتوقفت عنه وأصبحت نباتية لكن ما زلت أستهلك الألبان والأجبان.
أذكر أن قولوني ومعدل دخولي للحمام تحسن منذ الأسبوع الأول! فاستمررت على قطع اللحوم من غذائي. لكن ما زلت أعاني كثير من المشاكل الصحية الأخرى، أكملت البحث وبدأت بقطع الوجبات السريعة، المشروبات الغازية، المعلبات، عصائر الفواكه….. ثم شاهدت فيلم Diet For A New America
ومن هنا قطعت جميع منتجات المشتقات الحيوانية، لا بيض لا حليب لا جبن لا لبن. كنت حريصة جدًا على غذائي واختياراتي. وكنت أعد طعامي بنفسي دومًا. لكن الشيء الملح داخلي والذي دائمًا يدفعني للتغيير: هو ذلك الكسل والخمول والإرهاق السريع الذي أشعر به إذا مارست أي نشاط جسدي بسيط. حتى قرأت لأول مرة في حياتي عن الأكل الحي. Raw Food
وأقصد بالأكل الحي- هو الأكل الغير مطبوخ. الذي نستهلكه في حالته الأولى الأصيلة. كما هو في الطبيعة
واسميه بالحي: لأن الأكل المطبوخ أكل ميت. تم قتل الإنزيمات الموجودة فيه بتعريضه للحرارة. والإنزيمات هي عامل الحياة في النبات!
كان يومًا باردًا في اسطنبول وكانت درجة الحرارة تقارب الـ٩ درجات مئوية والجميع يرتدي ملابس ثقيلة ليتقي البرد. ولاحظت طيور النورس المنتشرة في السماء تحلق ببساطة وتستمع بالجو كما حالها في الصيف!
أيقنت وقتها أن هناك خلل ما!
إذا كان الجو لا يحُتمل فيفترض ألا تحتمله بقية المخلوقات أيضًا!
وانظر بنفسك في الطبيعة لا يوجد أي حيوان يهرم أو يشيخ أو يمرض أو يعاني قبل موته، عدا الإنسان والحيوانات الأليفة التي يطعمها الإنسان من نفس طعامه.
الحيوانات في الطبيعة ما زالت تتبع غريزتها وتتناول الطعام في حالته الأولى لذلك لا تمرض وحين تموت فإنها تموت بدون أن يتحول لون شعرها للأبيض.
واليوم بعد مرور سنة ونصف على تناولي للأكل الحي فإن جسدي يتأقلم مع المناخ سواء الحار أو البارد، لست بحاجة لن أرتدي جاكت تحت المطر!
واليوم أنا لا أمرض إطلاقًا ولا يصيبني صداع ولا إمساك وفي موسم الإنفلونزا لا أمرض مثل البقية.
تخلصت من رائحة النفس والتعرق المزعجة، والأعجب أن الإخراج والغازات بلا رائحة. فأدركت إن الروائح المزعجة إنما إشارة أن هناك تعفن ووسخ داخل الجسم، والطبيعي أن لا يفرز جسدك أي روائح مزعجة.
اعتدت أن أعاني الأمرين خلال دورتي الشهرية، وأتقلب في السرير ليوم أو يومين من الألم – وهذا ما يحصل من معظم النساء اليوم – واليوم تأتيني دورتي بدون أي ألم أو تقلبات نفسية قبل الموعد أو خلاله، إنما تمر بسلام لدرجة أني أنسى أمرها أحيانًا!
الآلام التي نعانيها خلال دورتنا الشهرية إشارة أن جسدنا ضعيف ومريض وليس قادر على تحمل طرد الدم من الجسم وفي حالة الجسد النظيف فإن العملية تسري بسلام.
لدي اليوم من الطاقة مخزون لا يُصدق، أستطيع أن أمشي ما يفوق الـ ٩ ساعات دون أن أتعب، أستطيع أن أقود الدراجة طيلة اليوم دون أن أتعب، وأنا أعني ما أقول: طيلة اليوم!
وسابقًا لم أكن أتحمل المشي لساعة!
تنفسي تحسن بشكل مذهل. ولم أعد أكح أو أسعل وهذه دلالة على أن الرئة نظيفة وخالية من المخاط المتراكم.
كنت أرتدي نظارة سابقًا لكن بصري اليوم كامل وتام.
شعري صحي وينمو بشكل سريع وملحوظ وكمية التساقط قلت بشكل هائل.
هذا على المستوى الجسدي
أما العقلي فإني أشعر بسلام لم أشعر به من قبل، وأسامح كل من يأذيني أو يشتمني ولا أشعر بأي رغبة في الانتقام.
ولم أعد أشارك في أيذاء أي مخلوق على الأرض ولو كانت حشرة في طبقي
وأشعر بالحب تجاه كل إنسان وكائن على وجه الأرض.
شفائنا صلتنا بالطبيعة. وكلما عدنا للأرض وللحالة الأولى كلما قوة الصلة.
وأخيرًا الصحة ليست جسدية وحسب بل روحية وعقلية.
لكن من تجربتي رأيت البداية في تنظيف الجسد ( العربة ) لأن الجسد إذا كان مثقل فلن يقوى على حملك لأبعد من المستوى المادي.

5 أفكار عن “كيف أصبحت لا أمرض إطلاقًا؟”

  1. رائع ، مقال محفز جدا
    شجعني أجرب الأكل الني ، حاليا انا نباتيه
    تمنياتي لك بدوام الصحه وان الله ينور جميع المسلمين يارب

    1. السلام عليكم ورحمة الله
      ادهشتني تجربتك الجميلة وودت لو طبقتها ان شاء الله ولكن بعد أن ألد فأنا حامل في الشهر الثامن
      اريد ان اطبق التجربة تحت إشراف متخصص ومطلع ومثقف في هذا المجال
      هل يمكننا الاشتراك لديكم مقابل رسوم في هذه التجربة ارجو الرد او الإشارة الى جهة اخرى ان لم يكن لديكم البرنامج
      شاكرة ومقدرة كوني بخير🙏🌹

  2. جميله جدا مقالاتك استمتع كثير بطريقة سردك … كلامك هنا مبهر ..معقول في طريق يوصلنا لهذي المرحلة اللي انتي فيها … انا منبهره وفعليا ودي اعيش نفس التجربه على المستوى الجسدي والعقلي والروحي …شكرا ممتنه..

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *